طاهر يحذر من كارثة اللحظة الأخيرة، والنقيب ينتقد مقولة الديمقراطية الحالية أفضل الممكن
حذر عبد الباري طاهر من كارثة انفراد المؤتمر في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومثل ذلك عدم ذهاب المشترك إلى الانتخابات، منبها إلى كارثة ثالثة تتمثل في «اللحظة الأخيرة» التي يراهن الحاكم على حلها من خلال التقاسم والتوافق السياسي.
وأكد طاهر أن مقاطعة أحزاب اللقاء المشترك لانتخابات 2009م تشكل خطرا كبيرا على الديمقراطية، و إجراء انتخابات غير تعددية وغير شاملة تمثل خطوة كبيرة إلى الوراء، لان الانتخابات تعني التنافس بين ألوان الطيف المختلفة وغياب هذا التنافس يغيب المعنى الحقيقي للانتخابات حتى لو جرى اصطناع متنافسين فإن الضرر سيكون أخطر والإساءة أبلغ للديمقراطية في اليمن، مشددا على ضرورة توفير بيئة من التلاقي الوطني وخلق مناخات آمنة ومستقرة وفتح أبواب التحاور أمام ألوان الطيف المجتمعي والفكري والسياسي.
وأشار نقيب الصحفيين الأسبق في ندوة نظمها المركز اليمني للحقوق المدنية يوم الأربعاء حول المدخل لحل الأزمة وقبلها الأزمة الديمقراطية برمتها، إلى أنه يمكن بناء أرضية صالحة للتجربة الديمقراطية وتمكين أو خلق أداة انتخابية تتوافق عليها بين الحكم والمعارضة، وقبل ذلك إيجاد سجل مدني ورقم وطني والذي سيقطع الطريق على الزيف والتشكيك إذ لا يمكن الحديث عن أداة انتخابية ورقابة بدون خلق المناخ الملائم لانتخابات حرة ونزيهة.
وحذر مرة أخرى من أن الأخطر في تأجيل الانتخابات هو إجراء انتخابات غير متعددة تصيب الناس باليأس والإحباط وتزيد الاحتقان وتدفع بالصراعات إلى مدى أبعد.
وكان ناشطون سياسيون ومدنيون وأكاديميون أكدوا خلال الندوة على أن التنافس في العملية الانتخابية ومحاولة الحصول على الأغلبية هو أمر مشروع بشرط الابتعاد عن استخدام الطرق والأساليب غير الديمقراطية وغير السليمة.
حيث رأى الدكتور عبد الكريم قاسم من جامعة صنعاء أن استخدام مثل هذه الأساليب يفرغ العملية الانتخابية من وظيفتها في الإصلاح السياسي، لتتحول معها الانتخابات إلى بؤرة للتوتر والصراع والتمزق وإهدار للجهود والطاقات بدلاً من كونها عاملا من عوامل الاصطفاف الوطني والمشاركة الشعبية في التنمية الشاملة في مجتمع هو أحوج ما يكون للتوافق والاندماج، مؤكدا على ضرورة وأهمية الحوار بين الأطراف على أساس التكافؤ وعدم التمييز والقبول الفعلي بالتعدد كأحد الملامح الثابتة للديمقراطية، ومصدر التقدم والازدهار والقبول بالتعاون، ومن أجل كبح أعمال العنف والشغب أثناء العمليات الانتخابية، الذي يعود إلى الصفر في كل عملية انتخابية لأن الحوار تحول إلى وسيلة تكتيكية وليس خياراً استراتيجيا للإصلاح السياسي.
ونفى رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الدكتور عيدروس النقيب أن يكون الصراع القائم بين الحزب الحاكم والمشترك المعارض هو صراع على الانتخابات أو أن اللجنة العليا محل نزاع بين الأطراف السياسية، أو وجود صراع بين المؤتمر الشعبي والمشترك كما يتصور بعض المثقفين الذين تحدث بعضهم في الندوة مؤكدا أن الصراع القائم هو صراع بين السلطة والشعب، مشيرا إلى اقتراب أكثر لأحزاب المشترك في هذه المرة من الناس.
وانتقد النقيب حديث علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية حول مسألة ذهاب المؤتمر إلى الانتخابات والمشترك إلى الحوار التشاوري كل منفردا عن الآخر وأن كلتا الحالتين ستنتج قوى سياسية وثقافية واجتماعية.
كما انتقد النقيب وبشدة المقولات السائدة بين بعض المثقفين عن أن الديمقراطية المتوفرة حاليا هي أفضل ما يمكن الوصول إليه وليس بالإمكان أفضل منه، وأن البديل لذلك بالاقتتال والسجون، حيث لم تعرف اليمن بوابة الديمقراطية بعد على حد تعبيره.
ووضع الدكتور عادل الشرجبي سؤالا عن وجود الأزمة من عدمها في ظل نفي الحاكم بوجودها وتأكيد المشترك على وجودها.
وأجاب الشرجبي على السؤال بوجود أزمة بنيوية شديدة الوطأة ، حيث أن سببها هو اتباع أسلوب خروج المغلوب كما في مسابقات كرة القدم. نافيا أن يكون قد تم أي تداول سلمي للسلطة حتى الآن لأن حياة اليمنيين هي حروب ومشكلات منذ بدء التحول الديمقراطي في 1993م
وانتقد الشرجبي تمرد المؤتمر الشعبي العام على التوافق الوطني، متهما إياه بالحفاظ على القوى التقليدية التي تنظم علاقاتها الاجتماعية عن طريق الدعم، ونقل الثأر إلى المستوى السياسي ومن ثم قيامه بعمل تصفيات عن طريق الثأر، وتكييف المنظومة التشريعية بما يلبي احتياجاته وإدانة أي شخص من خلال تلك الترسانة التشريعية التي كيفها مع مصالحه.
فيما رأى الدكتور عبد الملك قاسم أن الثقافة هي المدخل الأساسي لحل الأزمة القائمة على اعتبار أن الأزمة الراهنة هي في حقيقتها أزمة ثقافية واجتماعية، مشيرا إلى أن على المجتمع المدني في أن يقوم بدور في حل المشكلة القائمة، ملفتا إلى أن مكن المشكلة هو الحوار الذي يتم بين الأحزاب في منأى عن المجتمع المدني، لكنه انتقد المجتمع المدني لغياب التنسيق والتشبيك فيما بينه والذي يجعل قدرته على الفعل ضعيفة.